الموروث الشعبي كنز يكاد يندثر
الموروث الشعبي كنز يكاد يندثر
حتى اليوم ينظر الكثير من أشباه المثقفين إلى
الأدب الشعبي على أنه مجرد ترهات لا طائل منها ، لكن مايجهله هؤلاء أو يتجاهلونه
عند عمد هو انه يشكل دعامة وخزان للغة العربية وخاصة بمنطقتنا هذه .
فالأدب الشعبي هو : مجموعة او نظم من الوحدات
الصوتية تنطلق أساسا من الأدب في حد ذاته ترتكز على منهجية لغوية وموسيقية تنقل المشاعر والاحاسيس التى تطغى على الذات
الإنسانية.
وتطبق على الأدب الشعبي عدة مناهج علمية
اكاديمية خلال دراسته ن لكن تكمن الصعوبة
في ذلك والأهمية في نفس الوقت في أنه أدب حي فهو ذاكرة تختزن التاريخي الإنساني على وجه الخصوص ن فلو تفحصنا
تاريخ الجزائر وتاريخ منطقتنا على وجه الخصوص لوجدنا أن الشعر الشعبي أرح لعدة
أحداث تاريخية ووقائع تعجز المؤلفات وأمهات الكتب
على إحتوائها و نقلها اللسان البشري بالتواتر ومن نحو ذلك نذكر قول الشاعر
يحي بختي في إلياذته المشهورة :
في أول نوفـمبر ثار الشــــــعب قــــــام بلا سلاح بالأمــــــــــــان فداك
نهضوا ليك اجميع أبناء المغرب جعلوا جيش التحرير من العدوان احماك
اين بن بولعيد وابطال المغـرب في الخــــــمسة وخمسين فر من الشباك
ومعاه اعـــــــداد تسعة يا كاتب أنظر تــــــــاريخ الجزائر شوف أحذاك
فالشاعر هنا يؤرخ لحادثة هروب الشهيد مصطفى
بن بولعيد من السجن الفرنسي ويحث العقول على البحث في تاريخ الجزائر وسبر أغواره
ويدعونا إلى التمعن فيه .
أما الشاعر بن يحي فيذهب إلى تسجيل رحلته الى
بلاد الحجاز ويصف الاماكن التي مر بها خلال رجوعه إلى اهله وقبيلته بمناعة فيقول :
يا بن يحي تـــــــــمت أيــام الزورة القلب اتزيلف على القبيلة بعد اجفاه
وادعنا الرسول واصحابوا عــشره يوم افراقوا يجرح الخـــــــاطر بكاه
الهادي دونوا اطلاليـــق الصحره لارض مقـــــبة ولـحراش لي شفناه
هذا بر بــــــــــــعيد وبلادوا غفره احليل القـــــــــــليل ولي مـالوا بـاه
اتلايمنا في نجوع عربان اكــثيرة الينبوع رانا مكــــــــثنا في مرســاه
اركبنا في بابور عازم في السيره من الينبوع اتـــهولت لركاب مــعاه
على ضهر المماج بأسباب القدره يدهم جبل الــطور في الباشا ريـــناه
تلقى الحضنة في البلاد لمذكوره يلقاو الشـــــــواش كل لاخر بســماه
ايشدوا المرضى كبيرة وصغيره اخر ربــــــــي فــرحوا ولاخر بكاه
لذا ندعوكم أحبتي إلى النهل من هذا المنبع
الصافي الذي يعتبر هو التاريخ نفسه وانتظرونا في مقالات جديدة إحياءا منا لهذا
التراث
انتقاها لكم :
قاسمي عبد الرحمان


