هل نفرح أم هل نحزن؟
بمناسبة السنة الكبيسة : وهي السنة التي تأتي كل اربع سنوات يكون فيها شهر فيفيري 29 يوم لان السنة التي تليها تكون 28 يوم و ربع اي الشهر يصبح فيه 28 يوم ليزيد 6 ساعات اي ربع يوم ثم السنة الثانية يزيد بربع يوم كذلك ليصبح الشهر28 يوم ونصف والسنة التي تليها تزيد كذلك بربع يوم حتى السنة الرابعة تزيد بربع يوم فيكتمل اليوم ليصبح شهر فيفري 29 يوم وتسمى هذه السنة بالكبيسة . فيصبح عددالايام بها 366 على خلاف السنوات الثالثة الاتية التي تعداد ايامها بـ:365 يوم .
وبمناسبة زيادة هذا اليوم يطرح حوله هذا السؤال : ترى هل نفرح لزيادته ؟ ام اننا عكس ذلك نحزن و نتأسف على ذلك ؟ .
ربما الكثير منا من لايعلم حقيقة الايام يذهب و يميل الى الجواب على الشطر الاول من السؤال فيقول نفرح به ونحمد الله على زيادة هذا اليوم , و هذا امر منطقي من حيث وهجة النضر ففي الزيادة خير و بركة و الخير فيما اختاره الله فهو المدبر و المسيير لشؤون خلقه و لا اعتراض على ذلك و لا نقاش ولا.... وهذا امر جيد واعتقاد راسخ وايمان حقيقي لا لبس فيه و لا غشاوة بل هو المطلوب منا نحن كبشر و كمسلمين و كمؤمنين ان نؤمن الايمان المطلق بالله سبحانه و تعالى من دون اي شك ولا ريب ولا شرك ولا لبس ولا ادنى ذرة ظن في ذلك لانها الحقيقة المطلقة لوحدانية الله و ربوبية الله و ألوهية الله وتفرده سبحانه و تعالى بقدرة الخلق و الابداع و التصوير و الكينونة والانشاء .
فلا يمكن لأي شيئ من دونه فعل ذلك لا من خلقه و لا من غيره .... هذا طبعا متفق عليه بلا ريب والكل يسلم بذلك إلا! .
لكن السؤال يبقى مطروح هل نفرح ؟ ام العكس ؟
بكل بساطة نحن كمسلمين و كمؤمنين نعلم علم اليقين و نعرف تمام المعرفة بأنه كلما زادت أو مرت ثانية أو دقيقة أو ساعة فإننا مسؤولون عنها ومحاسبون غدا يوم القيامة ماذا فعلنا فيها ؟ إن كان خير جزينا خير و اتقينا شرا , و إن كان ما فعلناه سيء نلنا عقابنا عليه و حسابنا عليه حساب عسير .
وهنا مقولة شعبية استخلصت حكمة تقول كلما زاد يوم في حياة الانسان زاد حسابه وكلما نقص يوم من حياة الانسان نقص حسابه و هذه حقيقة طردية لاشك فيها ولا نقاش .
وعليه فإني ادعو نفسي و كل اخواني من بني البشر أن ندرك انفسنا و نتمعن في ايامنا الخوالي و نزنها بميزان العقل والعدل ونسأل هل احسنا فيها و اجتهدنا في ارضاء الخالق سبحانه وتعالى علوا كبير بل وسارعنا الى مغفرة من عنده أم اننا فرطنا وافرطنا في السيئات و تركنا الحسنات من اعمالنا غرورا و تكبرا ونسيانا و غفلة و....
لنجيب عن التساؤل هل نفرح أم هل نحزن؟
ولتدارك الامر و حتى لا نسيء الضن بالله سبحانه وتعالى و هو الرحيم بنا اكثر من انفسنا أو اهلينا فإننا نشكر الله على زيادة هذا اليوم لكن ليس باللسان فقط و انما بالعمل فالشكر بالعمل افضل و احب الى الله تعالى .
اخوكم المحب : نور الدين دوادري


